سر العربي

يظهر في هذه الصورة العدد الأول من مجلة العربي على اليسار.

يظهر في هذه الصورة العدد الأول من مجلة العربي على اليسار.

أسئلة كثيرة كانت تراودني وأنا في طريقي إلى مكتبي في اليوم الأول من تولي مسئولياتي بمجلة العربي. كان أكثرها إلحاحا على نفسي أسئلة شخصية، أولها بالضرورة عما كنت قد أنتويه لنفسي من التفرغ للقيام بالبحث والدرس. ذلك النوع من العمل الذي أصبحت تؤهلني خبرتي له، وإن لم يؤهلني الوقت والمشاغل. ولكن هأنذا أستعد مرة أخرى لدخول معترك العمل الثقافي الذي أخذ الردح الأكبر من سنوات عمري، وهأنذا أواجهه في مجال ليس جديداً علي بالتأكيد، وإن كانت له تقاليده العريقة والعتيدة.

         فمنذ عدة شهور مضت أكملت “العربي” أربعين عاما من العطاء الثقافي الرفيع، والتألق الواسع الحضور في عالمها العربي المترامي الأطراف، عطاء جاد ورصين ومتفرد في عالم المطبوعات الثقافية العربية، باطراد انتظامه الصارم، وتنوع مكوناته وعروبية منطلقاته. وكان السؤال الثاني الذي طرحته على نفسي وأنا أشاهد موقع المجلة وأتعرف على العاملين فيها، ما الذي يمكن أن أضيفه لمجلة بهذا العمر الذي أكسبها نوعا من الرسوخ ومن المؤكد أنه أكسبها أيضا قوة دفاعية لمقاومة التغيير؟

         ولكني كنت أيضا على اقتناع بأن المطبوعة مثل أي كائن حي. إذا لم تتجدد وتتطور، وإذا لم يدفع في عروقها دم جديد فسوف تذوي وتموت.

شخصية “العربي”

         وعبر تلك السنين الممتدة الحافلة بالتغيرات المتسارعة على الصعيدين العالمي والعربي، بمدها وجزرها، انتصاراتها وهزائمها، تألقت “العربي” في حفاظها على توازنها وثقتها بصدق توجهها في مسيرة تواصلها مع قارئها العربي أينما كان على الخارطة العربية، مسلحة بوفائها الأصيل لرهانها على الإنسان العربي وعروبته “.. العربي لهذا الوطن العربي كله من الخليج شرقاً إلى المحيط غرباً ومن حلب شمالاً إلى المكلا وجوبا جنوباً”، كما كتب رئيس تحريرها الأول العالم العربي الدكتور أحمد زكي في افتتاحيته الأولى، وعلى “.. الثقافة من أجل الثقافة ..” كما أوضح الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين رئيس تحريرها الثاني- رحمهما الله وأثابهما على ما قدماه لقرائهما من فنون العلم والمعرفة الصادقة الخالصة-، وعلى إغناء محتواها “لتقديم خدمة ثقافية ضمن حدود العلم والعقل والمنطق والاشتغال بالكليات لا الجزئيات”، كما ورد في أول افتتاحية لرئيس تحريرها الثالث الدكتور محمد الرميحي.

         لقد أعطى كل واحد من هؤلاء الذين توالوا على “العربي” جزءاً من شخصيته الخاصة وتحول هذا من خلال الممارسة ليكون جزءاً من شخصية المجلة نفسها.

         لقد كان أحمد زكي يؤمن، وهو ينقل خبرته الصحفية من القاهرة إلى الكويت، بأنه يمتد في أفقه العربي إلى موقع آخر وأن هذا المشروع لن يكتب له النجاح إذا ظل حبيس أفق قطري ضيق. كما أنه كان متأثرا بتلك الروح الوثابة من المد القومي الذي كان يسود بلادنا العربية في تلك الأيام من عام 1958. أما أحمد بهـاء الدين وهو الكاتب السياسي المحترف فقد أدرك بعد العديد من إخفاقات التجارب الوحدوية أن الثقافة هي وحدتنا الباقية، وأنها وحدها التي تؤهلنا لكي نكون قادرين على الحلم. أما محمد الرميحي فقد أدرك ضرورة أن يكون التفكير العقلي طرفا في أي معادلة للتقدم، وأن الحديث عن التنمية والتنوير يجب أن يخضع للمنطق والعقل وليس للعشوائية الهوجاء.

         أربعة عقود مرت من عمر هذه المجلة الثقافية العربية العريقة، تعززت خلالها مكانتها لدى القراء في كل عالمنا العربي وامتداداته الإسلامية، وارتفع توزيع المطبوع من أعدادها من مائة وأربعين ألف نسخة خلال العقد الأول من مسيرتها إلى مائتين وخمسة وستين ألف نسخة منذ بداية الثمانينيات وحتى نهاية التسعينيات.

         فما السر في تلك القدرة الفذة على الاستمرار والحفاظ على مكانتها التي احتلتها؟ وهذا الاتساع الفريد في رقعة انتشارها على خارطة القراء العرب أينما كانوا؟

         هل يكمن السر في حداثة أسلوب طباعتها وإخراجها؟

         أم في الدعم التمويلي السخي المتصل الذي توفره دولة الكويت التي خرجت “العربي” من رحمها وواصلت صدورها على أرضها وبحمايتها، وهو ما وفر، ويوفر دائما، إمكان إصدارها بأعداد ضخمة من النسخ وتوزيعها على قراء العربية بأثمان زهيدة؟

         أم في وفرة وتنوع رؤى واجتهادات الأقلام المشاركة فيها؟

         أن في إنسانية واستنارة توجهها العربي الأصيل، ونظرتها إلى الثقافة بوصفها فضاء واسعا ومتجددا تلتقي في إطاره الرحب وتتفاعل وتتكامل منجزات وإبداعات العقول البشرية وتراثها الإنساني في كل مكان؟!

         أم في مساحة الحرية التي تتمتع بها منذ صدورها، فلم تخضع يوماً لتوجيه سياسي أو تدخل ثقافي من أي سلطة سياسية محلية أو عربية فيما تخطه أقلام كتابها ومحرريها؟

         الواقع الملموس يؤكد أن سر “العربي” هو كل ذلك في آن واحد. فقد عكس صدور هذه المطبوعة الثقافية العربية الفريدة، قبل نهاية عقد الخمسينيات، عمق التوجه العربي لجيل من رواد الفكر القومي في الكويت المطبوعة مثل الكائن الحي .. إذا لم تتجدد وتتطور فسوف تذوي وتموت في ظل قيادة حكيمة، واعية، مستوعبة لدور العلم والثقافة في بناء الدول وتربية الشعوب، ولدور الكويت الذي يجب أن تقوم به في محيطها العربي، كانت تلك القيادة ممثلة في المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت عند صدور “العربي “، والذي نقل عنه المرحوم أحمد زكي قوله “.. أنا رجل، إن فاتني أن أكسب الكثير، فقد كسبت شيئا هو آثر الأشياء عندي، ذلك حب الخير لبلدي وللعرب”.

         وقد علق أحمد زكي على هذه الكلمات بقوله: “كلمة ما كان أكثرها وأقلها”.

         كما مثل بداية قوية لمسيرة إسهام الكويت في تعزيز النهوض الثقافي العربي، وتفعيل عطاءاته، حتى قبل أن تحصل على حريتها كاملة من بريطانيا وتصبح دولة مستقلة عضوا في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة في عام 1961 م.

الكويت ومسيرة الثقافة العربية

         هي مسيرة تتابعت حلقاتهـا بوتيرة متسارعة فأصدرت الكويت سلاسل من الدوريات الرصينة كـ “عالم الفكر” وسلسلة كتاب “من المسرح العالمي” وجاء إنشاء المجلس الوطني، للثقافة والفنون والآداب وإصداراتها “عالم المعرفة” و “الثقافة العالمية” وإصدارات جامعة الكويت العلمية البحثية، وتتالت المساهمات البارزة في إنشاء العديد من المشروعات والمؤسسات الثقافية والعلمية العربية في كل مكان، وكان إنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجوائزها العلمية السخية بمبادرة من صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد أمير دولة الكويت تتويجا لتلك المسيرة الفاعلة من الدعم والمساندة للثقافة العربية وعلومها.

         وهو دعم تواصلت حلقاته الكويتية- رسمياً وشعبياً- وعبَّرت عنه محطات من الدعم لعل آخرها رعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح لاحتفالية العربي الأخيرة بمرور أربعين عاماً على إنشائها، كما أن البواكير تشهد بفضل الشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الذي رعى بدايات إنشاء هذه المجلة، وكان صاحب القرار في اختيار اسمها “العربي” يوم كان رئيساً لدائرة المطبوعات والنشر التي أصدرت العربي في ديسمبر 1958 م.

         لقد جاء الإنتاج الثقافي والفكري والإبداعي، الذي حملته أعداد العربي “488 عددا”- ثم ما تلاها من دوريات- مميزا بسمتين أساسيتين: الدعم الوفير لتكاليف إعدادها وطباعتها كي تصل إلى القارئ العربي بأسعار زهيدة وفي أوقاتها، والمشاركة الواسعة النطاق من العقول العربية وأقلامها في تخطيط وإنجاز مادتها المعرفية والفكرية والفنية.

         وعبر مسيرة “العربي” على امتداد أربعين عاماً لم تتوقف شهراً واحدا عن الصدور سوى مرة واحدة وعلى مدى عام كامل ولظروف خارجة لا عن إرادتها فحسب بل عن إرادة وطن بأكمله، حين امتدت إليه طعنة الغدر من النظام العراقي قبل تسع سنوات، ومحاولته تنفيذ خطته لإلغاء الكيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهذه الدولة المسالمة الصغيرة في مساحتها، الكبيرة في دورها العربي والإنساني في شتى المجالات، كان في متقدمها دورها في الدعم والمساندة الاقتصادية لشقيقاتها العربيات، والدول الإسلامية وللشعوب الفقيرة، ودورها الثقافي الذي لم يستطع إنكاره حتى أولئك الذين تعاطفوا مع موقف النظام العراقي ووقعوا أسرى لذلك الانقسام العقلي الذي حل بالأمة العربية جراء هذه الجريمة. لم ينكر منصف من المثقفين والمفكرين العرب أن الكويت كانت حاضنة لكل من ضاقت حوله حدود وطنه سياسيا أو معيشيا، وهي لم تحتضنهم جسديا فقط، ولكنها وفرت الأمان لعقولهم أيضا، فاحتضنت العشرات من الأفكار والمقترحات التي تحولت إلى مشروعات ثقافية عربية أسهمت في تحويل الكويت إلى قاعدة ثقافية ساهمت في تطوير الحركة الثقافية العربية في مجالاتها المختلفة، وأصبحت الكويت واحدة من أشهر مواقع النشر والإنتاج الثقافي العربي المهمة، وساهمت صحافتها وحياتها البرلمانية في إيجاد مناخ ديمقراطي نمت وترعرعت فيه كثير من الأفكار السياسية العربية، وكانت الرحم التي تكونت فيها بوادر حركة المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة “فتح” وغيرها من التنظيمات السياسية الفلسطينية والعربية.

         تلك القاعدة الثقافية كانت هدفاً من أهداف الغزو الذي أسرع منذ الأيام الأولى إلى خنقهـا ومحاولة إسكات أنفاسها، فخلال الأسابيع الأولى التي تلت الغزو أقفلت المدارس والمعاهد والجامعة وأفرغت المكتبات ودور العلم من محتوياتها، ونهبت المطابع وتعطلت الصحف وتوقف صدورها.. وكان الدكتور سعدون حمادي، نائب رئيس الوزراء العراقي في تلك الأيام خير من أوضح أهداف هذا الالتهام الشره عندما أعلن أن العراق باحتلاله الكويت قد حقق منافع كثيرة على رأسها زيادة الاحتياطي النفطي العراقي الذي وصل إلى 194 بليون برميل وبهذا أصبح الإنتاج العراقي اليومي 5، 4 مليون برميل وامتلك العراق القدرة على سداد ديونه في فترة تتراوح بين سنة وأربع سنوات، وحصل على موانئ تمتد على طول سواحل الكويت. ولم يذكر حمادي شيئا عما تم تدميره من الكيان الكويتي ولم يعط أي اعتبار للشعب الكويتي العربي أو يحدد مصيره!

         إن التداعيات الدامية للغزو لاتزال تحكم المشهد العربي الحائر في أمر نفسه وتؤثر فيه، وهو على بعد خطوات من بدء الألفية الثالثة وما عمله للبشرية من احتمالات وتحولات هائلة. ولأن تلك هي خلفية صدور “العربي” فقد أصبحت، بفضل إسهامات أجيال متعاقبة من الكتاب والمفكرين والمبدعين العرب من مختلف أرجاء الوطن العربي وممن يقطنون المهجر منهم، وعمق التلاقي والتواصل مع دائرة متزايدة الاتساع من القراء، مرآة صادقة لتحولات عالمها العربي في كل مجالاته، وتمكنت باقتدار من الحفاظ على هوية أهدافها المقترنة بحركة الاستنارة العربية المعاصرة، وتطوير أدوات وأساليب تحقيق تلك الأهداف، مركزة على تحسين خطابها المتنوع تنوع المستويات المعرفية والعمرية لقارئها العربي وتطويره، مواصلة الاقتراب من تلبية احتياجاته الثقافية المتزايدة ووصله بالجديد من أفكار وإبداعات وتقنيات عالمنا الجديد الباهر، وتعزيز روح التسامح والانفتاح لديه في تعامله مع الاختلاف في الاجتهادات والرؤى، مجددة حرصها على تقديم الأجيال الجديدة على اختلاف منطلقاتها من مفكري ومبدعي الوطن العربي على اتساعه، كما لم يفت القائمين على تحريرها على امتداد سنواتها بذل المزيد من العناية بجماليات الإخراج وبلاغة الصورة لكي تتكامل القيمة الجمالية البصرية مع القيمة الفكرية والمعرفية في عملية إنتاج محتواها.

تحول البشرية

         والآن وقد خطت “العربي” منذ أعداد قليلة في دروب عقدها الخامس، وأوشك أن يطل فجر قرن جديد، وبدأ العالم يعيش بالفعل، ومنذ سنوات، في قلب أسرع وأعمق تحول في تاريخ البشرية، ومع البزوغ الوشيك للألفية الثالثة في أفق حياتنا أصبح للإنسان مزيد من الحاجات والمطالب على نحو يفوق أي عصر مضى، وأصبحت حياة الإنسان ونشاطاته وأفكاره ورؤيته للأمور من حوله محكومة بمنظومة المعلومات المتداولة عالميا، والأسواق الكونية، والتكنولوجيا كونية الانتشار والقرارات المؤثرة كونيا في مجالات السياسة والإدارة، والاقتصاد، والشؤون المهنية وحتى أساليب الحياة اليومية.

         وتؤدي الأوضاع الناجمة عن الوفرة المعلوماتية الهائلة وعولمة الحياة والمجتمع- على حد تعبير إرفن لازلو- إلى جعل العقود الأولى من الألفية الثالثة مختلفة عن العصر الحديث بقدر اختلاف ذلك العصر عن العصور الوسطى على أقل تقدير.

         وسط هذا العالم الذي تتلاحق، على هذا النحو، مستجداته وتغيراته وواقع عربي يتعثر ما بين الحلم والمأزق، والمواكبة والانسحاب، والتآزر والتباعد، على ” العربي” أن تدخل عالم القرن الجديد يعزز خطاها عمق حضور بداياتها في مشهد النهوض العربي على جميع الأصعدة في أواخر الخمسينيات وامتداداته التالية، وتألق أدائها وغنى إنجازاتها عبر سنوات التحولات العربية بين الصعود والانكسار والاستشراف والنصوص ، والوحدة والانقسام.

العربي وشقيقاها

         إن لـ “العربي” شقيقين آخرين قد انبثقا منها بشكل طبيعي وتلقائي. أولهما هو العربي الصغير التي كانت ملحقا صغيرا يصاحب الشقيق الأكبر في الصدور الشهـري. وقد تحولت إلى مجلة متكاملة للطفل تصدر بمفردها. ونحن نتطلع إلى أن نزيد في استقلالها وإلى أن نحولها إلى مجلة تفتح آفاق المستقبل والمعرفة لكل أطفال العربية الذين لا تتجاوز حصتهم في الثقافة إلا بضعة سطور ضئيلة، وهي تطمح إلى أن ترفع هذه الحصة الضئيلة لا في الكمية فقط ولكن في النوعية أيضا. وهي لن تفعل ذلك إلا إذا تآزر معها خبراء ثقافة الطفل وكذلك رسامو وكتاب الأطفال الذين نريد منهم أن يقدموا فنا يفتح بوابات الخيال المغلقة أمام الطفل العربي الذي أصابته سوءات الوضع العربي بالهرم المبكر، وأن يحولوا الخبرات المعرفية المتراكمة إلى زاد مبسط يستعين به هذا الطفل لفك غموض المستقبل. لقد رفضت المجلة منذ البداية، ومازالت ترفض، أن تحتذي الطريق السهل وتقوم بنقل ما ينشر في مجلات الأطفال الباهرة التي تصدر في الغرب وفضلت أن تسعى لتأصيل هذا الفن الوليد والصعب من خلال جهود كتابها ورساميها من كل أرجاء الوطن العربي. وهي تدعوهم للمشاركة بقدر إيمانهم بحتمية المستقبل.

         وثاني الشقيقين هو كتاب العربي الذي يصدر بشكل فصلي ليجمع بين دفتيه أفضل ما قدم في المجلة من مقالات في مختلف القضايا. وطموحنا أن يصدر هذا الكتاب كل شهر وأن يحتضن كل صور الإبداع في الثقافة العربية، وأن تكون له القدرة على تخطي كل الحدود ليصبح هذا الإبداع متاحا لكل قراء العربية في مختلف البلدان وهو بذلك يكمل رسالة “العربي” المجلة التي ساهمت في تفاعل الأفكار والثقافات بين مختلف الأفكار، وهو يحاول المساهمة في ترقية الإبداع ونشره متحديا الحدود السياسية المتباعدة والعقبات التي طالما حجمت الإبداع الجيد وأبقته حبيس قطر بعينه.

         تدخل “العربي” الألفية الثالثة وهي تحمل وعدها لقرائها بأن تحافظ على التزامها بقضاياها الثقافية إلى عصر ينشد العرب فيه النهضة والرقي، والرخاء والأمن والسلام، وأن تبقى نافذة مشرعة في الوقت ذاته على مختلف أوجه التنوع الثقافي لشعوب أمتها العربية وأقطارها، وأن تواكب معه المستجدات المعرفية والفكرية والتقنية والإبداعية لهذه القرية الكونية التي انتهت إليها صورة عالمنا المعاصر، وأن تتزود من أجل مهامها ومسئولياتها القادمة، بإمكانات التواصل والنقل والتفاعل المعلوماتي والمعرفي لتلك المستجدات المعلوماتية وعالم ما بعد الإنترنت، وأن تخوض معه وبه تجربة التحدي التي يطرحها عصرنا الحالي والآتي، والمتمثلة في حتمية أن نطور أساليب جديدة في فهم ورؤية أنفسنا، والعالم من حولنا، وفي الحفاظ على هويتنا وعقيدتنا، وعلى وجودنا العربي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*